شعار الموقع

السعودية: حفل ثقافي اجتماعي للتعريف بجائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية

2025-02-13

 

انطلق الحفل الثقافي الاجتماعي للتعريف بجائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، وذلك ‏بدعم من صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء الجائزة، بحضور معالي نائب رئيس مجلس الأمناء الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر. كما حضر الحفل الذي أقيم بمقر أمانة الجائزة بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة بمدينة الرياض عدد كبير من المثقفين والكتاب والإعلاميين السعوديين، الذين قدموا جملة من المداخلات والآراء حول الجائزة، كما تمت مداخلات من جمهورية الصين الشعبية عبر الاتصال المرئي، حيث ركزت المداخلات على العلاقات التاريخية والثقافية التي تربط البلدين، وآفاق التعاون الثقافي فيما بينهما.

وأكد معالي نائب رئيس مجلس أمناء الجائزة والمشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فيصل بن عبدالرحمن بن معمر على أهمية الجائزة التي تشرُف بحمل اسم سمو ولي العهد - حفظه الله - وتتولى الإشراف عليها وزارة الثقافة، منوهاً بعمق العلاقة بين المملكة والصين. ورأى ابن معمر أن الجائزة تُشكل نموذجاً للتفاعل الثقافي الذي يوجز المسافات ويقربها، ويعزز من حضورها وتأثيرها الكبير وتفاعلها مع الصيغة الإنسانية للتواصل الحضاري والبشري في مختلف المجالات، حيث مهّد الإنسان العربي، سبله للتواصل مع الإنسان الصيني، وأشرقت الحضارتان العربية والصينية على شموس مختلفة من العلم والمعرفة والتجارة والاقتصاد والرحلات المتبادلة، وكسر هذا التفاعل الآفاق المغلقة، وتعرفت الحضارتان على بعضهما البعض، عبر العصور حتى لحظتنا الحاضرة. وبين ابن معمر أن المملكة تحظى بمكانة متميزة في العالمين العربي والإسلامي وعلى مستوى العالم، انطلاقاً من دورها الديني والسياسي والاقتصادي؛ ما يجعلها دولة محورية في القضايا الإقليمية والدولية، حيث تشكل عبر اقتصادها مكانة كبيرة بين دول G20، وتسهم في دعم الدول حول العالم من خلال الاستثمارات والمساعدات، وتحوز إرثاً ثقافياً عربياً أصيلاً.

وأضاف أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - تعتمد على الإرادة الطموحة والإدارة الفعالة؛ حيث تعد من أكبر دول الشرق الأوسط مساحة، وأكثرها نماءً وأماناً وتنمية، ما مكّنها من تحقيق تقدم كبير في مختلف المجالات. وأشار ابن معمر إلى أن جمهورية الصين الشعبية قوة عظمى مؤثّرة، وتُمثل العمود الفقري للاقتصاد الآسيوي، ولها حضورها القاري والعالمي، وتعتبر حالياً مصنع العالم حيث تنتج وتصدر أكبر كمية من السلع عالمياً. وأكد أن رؤية المملكة 2030 التي من أهم مستهدفاتها الانفتاح على ثقافات تتجانس مع مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تسعى لتحسين التكامل الدولي، كما يجسِّد التعاون الثقافي الجديد بين المملكة والصين نموذجاً شاملاً لكيفية بناء العلاقات، ويَعِد بمستقبل باهر من التطور والازدهار لكلا البلدين.

وبين ابن معمر أن إنشاء جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية؛ جاء إيماناً من المملكة بأهمية الثقافة والفنون والآداب في تعزيز التواصل الحضاري وتعميق التقارب الثقافي بين البلدين الصديقين؛ واستثماراً لما يمتلكه البلدان إنسانياً ورمزياً ومادياً من إرث حضاري وثقافي ممتد في تاريخه، وفاعل في حاضره، وواعد في مستقبله.

وأوضح أن الجائزة تتأسس على قيم الانفتاح والمثاقفة والتنوع والفهم الواعي للمشتركات الإنسانية، وانعكاس ذلك على تفاعلات الثقافة بكل مكوناتها وتجلياتها المتعددة. وبين ابن معمر أن الجائزة شهدت ترحيباً من قيادة البلدين بانطلاقها في دورتها الأولى في البيان المشترك لختام القمة السعودية الصينية عام 2022 م الذي احتضنته الرياض وهو ما يعد تتويجاً مبكراً للجائزة والفائزين، ودافعاً كبيراً للثقافة السعودية - الصينية لترسيخ روابطها التاريخية وقيمها النبيلة وقواسمها المشتركة.

كما وجه الشكر لسمو وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان لدعم الجائزة وتشريف مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بأن تكون مقراً لها، مشيراً إلى أن الجائزة عبر برامجها المتنوعة فكرةً وأهدافاً وفروعاً، تفتح أبواب الفرص وتُشجع الأكاديميين واللغويين والمبدعين للتعريف بالثقافة السعودية والصينية، فضلاً عن تعزيز الفهم العميق للتاريخ والتقاليد والقيم في كل بلد ، بما يجسد عمق التعاون البنّاء وتعزيز الروابط بين البلدين وامتداده لبناء جسور من التواصل والتفاهم يعود بالنفع عليهما، وينعكس على المجتمعين والشعبين على حد سواء، وكذا التعريف بثقافة المملكة ومنجزاتها في الأوساط الثقافية الصينية. وأشاد ابن معمر في ختام كلمته بالعلاقات الثقافية المزدهرة بين المملكة والصين وإطلاق البرنامج التنفيذي لإقامة العام الثقافي السعودي الصيني 2025م بين وزارة الثقافة في المملكة، ووزارة الثقافة والسياحة في الصين، حيث إن العمل الثقافي المشترك بين المملكة والصين يقوم على أسس راسخة وجذور ممتدة عبر العصور.

من جهته بين الأمين العام للجائزة الدكتور عبدالمحسن العقيلي أن الجائزة تمثل استجابة لاحتياجات العصر في تعزيز التعاون الثقافي القائم على الإرث الحضاري المشترك، وهي دعوة للمبدعين من الجانبين للتعبير عن رؤى جديدة تعزز من علاقاتنا الثقافية الثرية.

من جانبه أكد رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك أن جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة والصين تعد رسالة جديدة تعكس أن العلاقة بين الدول لا تقتصر على العلاقات الرسمية بين الحكومات، وإنما تمتد إلى العلاقات بين الشعوب، وقال: إن إطلاق هذه الجائزة بين الشعبين السعودي والصيني يعد امتدادا لمبادرات كثيرة تمت بين البلدين، إحداها عند تدشين خادم الشريفين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - خلال زيارة سابقة للصين فرعاً لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة في أكبر جامعات الصين وهي جامعة بكين.

 

وتضمن الحفل عددا من المداخلات حيث قدم الدكتور عبدالسلام الوائل عن اللجنة العلمية للجائزة طرحاً عن العمق التاريخي والثقافي للعلاقة بين أرض الجزيرة العربية وبين الصين منذ القرن الثامن الميلادي.

 

فيما قالت الأديبة والأكاديمية الدكتورة فوزية أبو خالد بأن طموح جائزة سمو الأمير محمد بن سلمان هو التحريض الإيجابي على تنافس شريف يقدم إنتاجا أدبيا وعلميا يمثل حضارة وحاضر ثقافة البلدين العريقين وشعبيهما العظيمين، ومجهود جاد وثمين من العاملين على جائزة ثقافية وطنيةً غير مسبوقة لا في الخليج ولا في الوطن العربي.

عن الجائزة

جدير بالذكر أن سمو وزير الثقافة كان قد أطلق «جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية» ضمن برنامج زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، في عام 1440هـ - 2019م للصين ضمن جولة آسيوية آنذاك؛ لتكون ركيزة حضارية لعلاقاتهما التي تسير بخطى متسارعة؛ وارتكازاً للثقة الكبرى المتبادلة بينهما ولمسارات المصالح المشتركة؛ ومساهمة في تدعيم أواصر التعاون والتبادل الثقافي وتكثيف مسارات العمل السعودي-الصيني المشترك في قطاعات ثقافية ناهضة جديدة، ذات إمكانات كبيرة، يمكن البناء عليها للتعاون والتبادل الثقافي الواعد مستقبلاً. وتعد الجائزة تواصلاً مع الماضي، وتأكيداً للحاضر واستشرافاً للمستقبل بينهما؛ تواصل المملكة العربية السعودية تأصيل علاقاتها مع دول العالم المختلفة؛ ولاسيما مع جمهورية الصين الشعبية التي تنامت في العقدين الماضيين، وخلقت حقبة جديدة وغير مسبوقة من العلاقات التاريخية الودية والاستراتيجية وتعميقها فضلاً عن الرغبة المتبادلة في العمل المشترك معاً على الأصعدة كافة، تحقيقاً لرؤية المملكة 2030 التي تتيح فرصاً كبيرة وواعدة لتعميق التبادل الاقتصادي والشراكة الاقتصادية مع الصين، جنباً إلى جنب مع نماء العلاقات الإنسانية والثقافية، وكذا رؤية الحزام والطريق الصينية، الرامية لبناء شبكة التجارة العالمية التي تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا من خلال إحياء مسارات التجارة القديمة لتحقيق المصالح المشتركة للجميع.

استقبال الترشيحات

ومن المقرر أن تواصل أمانة الجائزة استقبال ترشيحات الأكاديميين والمثقفين والأدباء والشباب المبدعين في كافة فروع الجائزة والمساهمة في إثراء الحوار الثقافي وتعزيز جسور التواصل بين البلدين حتى 28 فبراير 2025م.

تُمنح الجائزة سنويّاً في أربعة فروع: - البحوث والدراسات في المجالات الثقافية. - الأعمال الفنية والإبداعية. - الترجمة بين اللغتين العربية والصينية. - شخصية العام الثقافية بين البلدين. وتتكون الجائزة في كل فرع من: -

شهادة تقديرية تتضمن مسوغات نيل الجائزة.

- مبلغ 375 ألف ريال سعودي - ما يعادل 100 ألف دولار أمريكي.

- ميدالية تذكارية. ويكرم الفائزون بالجائزة في حفل بهذه المناسبة.

 

الموقع الالكتروني للجائزة

https://pmsa.org.sa/

 

 


أخبار ذات صلة